التنين الصينى

قال نابليون بونابرت يوماً عن العسكرية الصينية : " لا تيقظوا التنين من نومه فلو استيقظ لهز العالم "  فلقد كان القائد الفرنسى محقاً فى تقدير القوة العسكرية الصينية و لكنه لم يشهد تقدم الصين فى شتى المجالات و لا سيما المجال الإقتصادى .
لقد أصبحت الصين ثانى قوة إقتصادية فى العالم و أكبر بلد مصدر للمنتجات و لها طموحات فضائية بلا حدود مثل الكون الذى لا حدود له فهى عضو بالنادى الفضائى كما انها عضو بالنادى النووى و لها إسهامات تكنولوجية كبيرة آخرها قطار سرعته 500 كيلو/متر فى الساعة و فى العمارة تصنع المعجزات أيضاً آخرها بناء ثانى أعلى بناية فى العالم .
لقبت الإقتصاديات الناشئة فى جنوب شرق آسيا بالنمور لسرعتها فى النمو و لقبت الهند بالفيل لضخامة الإنتاج و لكن الصين التى حيرت المراقبين فى تحديد سر معجزتها حيرتهم أيضاً فى إختيار لقباً يليق بتجربتها التى لا يستهان بها و التى يصفها الكثيرون بأنها غير قابلة للتطبيق خارج حدود الصين و لكن الصين لا تملك عصا سحرية و إنما استخدمت أساليب متاحة للجميع مثل ( دراسة السوق ، استغلال الميزات التنافسية ، الإدارة الحكومية الجيدة ، المنافسة الكاملة ) .
شغلنى مثل غيرى البحث عن سر التفوق الصينى و بعد بحث طويل وجدت هذا السر يكمن فى الحب فالعامل يحب عمله و يحب زملاؤه فى فريق العمل و الحكومة تحب الشعب و الشعب يحب الوطن و يحب قيمة العمل و يحب المغامرة .
 اتخذ أباطرة الصين القدامى التنين رمزا لهم و هناك حكاية شعبية تتحدث عن التنين الذى يعتبره أهل الصين جدهم الأعلى ذلك المخلوق الأسطورى و الذى تخرج النار من فمه يرمز لقوة الخير التى تقهر الشر و ينظر المواطن الصينى لنفسه فى الغربة كأنه تنين لا يخشى على نفسه ذو قلبه جسور لا يهاب المخاطر يضع هدفه نصب عينيه يسعى لتحقيقه و لا يرضى إلا بالنجاح .
لا يفضل أعضاء الحكومة الصينية هذا الرمز و بخاصة فى العلاقات الدولية لأنه ربما يساء تفسيره و لكنهم يفضلون فى المقابل رمز الباندا الصينية كقوة ناعمة مثل الصين تمتلك القوة و لا تستخدمها و تسعى لحل الخلافات بالوسائل السلمية فلقد استردت  الصين من قبل هونج كونج و ماكاو عن طريق الحوار السلمى .
يلقب العلماء الباندا الصينية العملاقة بــ "الحفرية الحية" و التى تحاول الصين إنقاذها من الإنقراض فتخصص لها محميات و معامل للتخصيب الإصطناعى و لقد استطاعت الصين زيادة أعداد هذا الحيوان و أهدت لدول عدة أزواج منها دليل على المحبة .
لا ترغب الباندا فى التزاوج و هى فى الأسر و ربما خارج بيئاتها الطبيعية علاوة على أن الأنثى تنتج بويضة واحدة سنوياً تبقى صالحة للتخصيب 3 أيام فقط و تقدر أعداد الباندا حالياً بــ 1600 فى البرية و 300 فى الأسر .
يسمى هذا العام 2012 «عام التنين» و هو الكائن الخرافي الوحيد الممثل في الأبراج الصينية و الذى يرمز لكل سنة فيه باسم حيوان ما و يوافق عيد الربيع الصيني أو السنة القمرية الجديدة أهم عطلة للم شمل الأسرة في الصين يوم 23 يناير الحالى يا لها من عادة جميلة بدأت تتوارى فى بلادنا العربية حيث كانت المائدة العامرة تجمع رب الأسرة و جميع أفرادها . 
على الصعيد الإقتصادى تمتلك الصين تريليون دولار و يرتكز إقتصادها على الصادرات فى ظل الركود الذى يضرب العالم و أزمة الرهن العقارى فى أميركا و الديون السيادية فى أوروبا فعلى الصين فى العام الجديد إستثمار ما تمتلكه من أموال و تشجيع الطلب الداخلى لتحافظ على معدل النمو الذى يحسدها عليه القاصى و الدانى .